الخميس، 29 ديسمبر 2011

الملتقى التكويني لشباب التجديد بالشابة : برنامج ثري و مناسبة للحوار والتواصل




عرفت حركة التجديد منذ14 جانفي توسعا في قواعدها الشبابية التي دعمت الحركة بكفاءات شابة من جميع مناطق الجمهورية، تربطها جملة المبادئ والقيم التي تجمع مناضلي التجديد واستفادة من المناخ الديمقراطي الداخلي الذي يترك المجال مفتوحا للمبادرات الشبابية الهادفة مما يجعل عملية الاندماج وتبادل الخبرات عملا يوميا متواصلا ... وانطلاقا من الوعي بضرورة دعم الاتصال والتنسيق بين شباب مختلف الجهات تم تنظيم الملتقى التكويني لشباب التجديد أيام 3 و 4 و 5 سبتمبر بمركز التربصات بمدينة الشابة ...كانت مناسبة للإلتقاء والتعارف بين حوالي 90 شابا من مختلف الجهات يجمعهم المشروع الحداثي للحركة والرغبة في التكوّن استعدادا للإستحقاقات الانتخابية المقبلة و للمستقبل السياسي عموما لكل شاب
 .
مثل الملتقى تجربة متكاملة شبابية خالصة على مستوى التنظيم والتأطير والمشاركة حيث تطوعت مجموعة من الشبان للإحاطة بالمتكونين والاشراف على جميع مراحل الملتقى انطلاقا من صياغة البرنامج و ضبط التمويل وصولا للتنظيم على عين المكان وكانت مناسبة لإختبار مدى الجدية في التعامل مع الفئات الشابة ومنحها الثقة الكافية للنشاط بقدر من الاستقلالية كما كانت مناسبة لإختبار قدرة شباب الحركة على تحمل المسؤولية و تحقيق الاضافة
 .
من بين الاهداف التي دفعت لتنظيم هذا الملتقى هو رغبة شريحة واسعة من شباب الحركة في تلقي تكوينا فضلا عن محاولة ايجاد فرص للحوار المباشر بين شباب الجهات من ناحية وبين الشباب و قيادة الحركة من ناحية أخرى و الانطلاق في مشروع بعث هيكل شبابي يسهر على التأطير والتنظيم الشبابي. انطلقت الدورة التكوينية بكلمة ترحيب فرع حركة التجديد بالشابة تلتها كلمة الافتتاح قدمها الأستاذ انور بن نوة عضو الهيئة السياسية للحركة كما قدمت لجنة التظيم عرضا لابرز اهداف البرنامج و محتواه الذي تمحور حول ثلاثة منطلقات اساسية تبدو ضرورية في العمل اليومي للشاب اولها وابرزها مسألة التنظيم والتنسيق التي تعتبر الإطار الضروري لنجاح وتفعيل بقية الانشطة ومن  هنا كانت مداخلة الاستاذ انور بن نوة حول طرق التنظيم الشبابي و اهميته و خاصة دعم السياسة الشبابية للحركة وادماج الشباب في الهيكلة العامة للحزب وتطرق الى ضرورة بعث خلايا شبابية في الجهات والتنسيق على مستوى وطني تمهيدا لبعث منظمة شبابية مهيكلة ،كما أشار في مداخلته الى ضرورة انخراط شباب الحركة في جميع التنظيمات النقابية والجمعياتية والثقافية على المستوى المحلي والجهوي والوطني وجعل النشاط السياسي نشاطا اجتماعيا يوميا مستمرا  تلت هذه المداخلة  محاضرة لأستاذ علم الاجتماع عبد الستار السحباني حول تقنيات التواصل انتهت بحوار ثري بين الحضور حول المداخلتين وكانت فرصة لمزيد التعارف و تبادل الخبرات في التظيم على مستوى الفروع و الاطلاع على التجارب الناجحة قصد تعميمها
 .
تضمن البرنامج اضافة الى المسألة التنظيمية محور التكوين السياسي الهادف لدعم أرضية المعارف لدى الشاب في ما يخص تاريخ الحركة و اهم المفاصل والمحطات النضالية التي مرت بها اضافة الى منطلقات الحركة الفكرية وملامحها السياسية وابرز المبادئ التي تميز الحركة عن غيرها من الطيف السياسي في البلاد  فضلا عن الملامح التنظيمية و الهياكل المكونة للحركة.  كانت المداخلة على لسان الرفيق الأمين الاول احمد ابراهيم الذي اشار الى نشاة الحركة وجذورها المتصلة بالحزب الشيوعي التونسي وتاريخه النضالي الثري على غرار  المشاركة في الحركة الوطنية وفي تاسيس التنظيمات النقابية الأولى و المنشورات الصحفية الحزبية والمساهمة في المجلس التأسيسي الأول و الدفع نحو توجه تقدمي عقلاني في صياغة ملامح الدولة التونسية الحديثة كما تطرق في مداخلته لولادة حركة التجديد وارتكازها على مشروع يقطع مع الجمود الإيديولوجي و الانفتاح على التيارات الفكرية المتنوعة التي تشترك في نظرة تقدمية حداثية في السياسة والثقافة والمجتمع  اتخذت خيار تجميع كل القوى المؤمنة بالحرية والديمقراطية والتقدم حول مشروع موحد خاصة على اثر مؤتمر 2007 و انطلاقا من التجربة الائتلافية  2004 و 2009 وصولا الى تجربة القطب الديمقراطي الحداثي بما يكشف مدى التزام حركة التجديد ومناضليها بالمشروع الاصلاحي المجتمعي الشامل و محاولة تكريس ممارسة سياسية تقطع مع الشخصنة والزعاماتية و الانغلاق ...ودار حوار طرح فيه المشاركون تسائلاتهم حول علاقة الحركة بالمكونات السياسية و البدائل التي تطرحها الحركة للواقع السياسي والاقتصادي المتعثر
 ...
وفي مداخلته حول مشروع الدستور كان للأستاذ سمير الطيب عضو امانة حركة التجديد طرحا معمقا لمشروع الدستور حيث بين ان الدستورالذي نريده ديمقراطيا ، يضمن المساواة في الحقوق وامام القانون ويكفل السيادة للشعب كما نريده دستورا اجتماعيا يضمن الكرامة الاجتماعية و جملة الحقوق الضامنة لمطلب الكرامة الذي كان مطلب الثورة بامتياز خاصة حق الشغل هذا فضلا على اننا نريده دستورا مواطنيا يمكن المواطن من المشاركة الواسعة في الحياة السياسية والادارية ،كما تطرق لجملة الضمانات الديمقراطية الكفيلة بارساء نظام تسوده علوية القانون و النظام السياسي الذي ندافع عنه والذي يضمن الفصل والتوازن بين السلطات واستقلالية القضاء ... انتهت المداخلة بحوار معمق حول تفاصيل مشروع الحركة لدستور تونس ما بعد ثورة 14 جانفي
  .
وفي إطار دعم إمكانات شباب الحركة في العمل الميداني والاتصال المباشر بالمواطنين سواء في اطار برنامج دار دار والاطلاع على مشاغل المواطن او في اطار توزيع المناشير والمطويات في جميع الأماكن والتجمعات التي يتردد عليها المواطن كالأسواق والمحطات والمقاهي ...، قدم يوسف فرحات مداخلة ممتازة منطلقة من تجربة عمل ميداني شملت مناطق مختلفة من الجمهورية و تطرق الى الأنشطة العملية الممكنة التي تساهم في الاتصال بالمواطن وتبليغ مشروع الحركة بتقنيات مختلفة ومرنة  أخذا بعين الاعتبار خصوصية الجهة و مستوى الفئة المستهدفة كما طرحت تسائلات حول الصعوبات التي يمكن ان تعترض الشاب أثناء تدخله في الميدان و مراحل العمل وأهدافه و المراوحة بين مختلف الطرق. ونظرا لأهمية الوسائط الإعلامية في دعم العمل السياسي و في تبليغ المعلومة لشريحة واسعة من مستعملي المواقع الاجتماعية و المدونات والمواقع الالكترونية قدمت مية إبراهيم حصة تكوينية حول توظيف الإعلامية في العمل السياسي اليومي للشاب بشكل فاعل خاصة باستهداف الشريحة الشبابية الأكثر حضورا على شبكة الانترانت والمواقع الاجتماعية  .
اختتمت السهرة بعرض مسرحي للشاب التجديدي وليد العياري تفاعل معها الحضور وعبرت عن وجه أخر للشباب التجديدي الا وهو وجه السياسي – المبدع
.
مثل الملتقى التكويني لشباب التجديد بداية لبرنامج متواصل جدي من اجل دعم قدرات الفئات الشابة على القيام بدور السياسي الميداني المتصل بهموم الناس ومشاغلهم القادر على النفاذ إلى محيطه والتأثير الايجابي فيه و الحامل لقيم الديمقراطية والتقدم المدافع عن الحرية والعدالة الاجتماعية انطلاقا من ممارساته في محيطه الضيق وصولا الى خطابه السياسي ،و بناء مشروع رجل سياسة يقضي على الصورة التقليدية النمطية المتعالية وتكريس صورة السياسي – المواطن الحامل لمشروع سياسي و مجتمعي والمتسلح بمجموعة من المؤهلات والأدوات التي تيسر له عملية التواصل وتحقيق أهدافه...
 في النهاية تحية خاصة لشباب حركة التجديد فرع الشابة على حسن الاستقبال والمساهمة الفاعلة في انجاح الملتقى ليمثل انطلاقة مشجعة لمواصلة العمل باكثر جدية
محمد المناعي نشر 11 سبتمبر 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق