الأربعاء، 28 ديسمبر 2011

الدكاكين الفضائية لبيع الفتاوي المتطرّفة والتجهيزات المنزلية


لكل عصر معجزاته ولكن ايضا لكل عصر موضته ، فان كان عصرنا الراهن تميز بمعجزة التكنولوجيا وثورة الاتصال الرقمي الذي فتح أبواب السماوات امام المعلومة والفكرة والخبر و أكد ان الانسان لا يعرف المستحيل ...
فان موضة عصرنا والتي فلح فيها ابناء جلدتنا أيما فلاح من بدو العرب هي التحول من البداوة الى الرقمنة دون سابق انذار ودون تدرّج ولا تمهل ولا حتى استخارة ... فأصبح الجميع حفاري ابار يستخرجون من باطن الأرض مياها سوداء يدفعون بها الى اقتصاديات العالم المفكر مقابل ملاليم تعود من حيث اتت لقاء لقمة الخبز وطاولة القمار والخمور الرفيعة والخيول الأصيلة و غير الأصيلة ومستلزمات ردم البحر و سجادات الصلاة و الجبن وما أدراك ما الجبن ...
تحول بدو الامس الى مضاربي بورصة وبائعي أسهم و نفط و وهم ولحسن الحظ لم يفرطوا في معتقداتهم الإيجابي منها والسلبي فتحولوا الى بائعي فتاوي وفتحوا لذلك دكاكين و اشتروا لذلك ما يلزم من ملابس و أطلقوا لذلك من  اللحي ما يلزم وأكثر وبكوا وتباكوا وانهالت الرسائل القصيرة والأموال وفتحت المتاجر على الهوى مباشرة تارة تبيع الفتوى بسعر الرسالة القصيرة وطورا تبيع الأواني والستائر وحتى  المراهم الجلدية و حبوب علاج العجز الجنسي ومواد التجميل واباحو ا بيع كل ما يباع ولا يباع وحرموا كل ما حرّم ولما لم يحرّم و جعلوا غطاء راس المرأة على رأس اهتماماتهم ... وتباكوا من اجله و كفّروا كل من رأى غير رؤيتهم ... و انهالوا شتما و اهانة لأصحاب الديانات السماوية والأرضية و المناهج الفكرية بل هاجموا العقل ذاته وعطلوه تعطيلا ... واخيرا فتحوا النار عن بعضهم وأشعلوها حربا طائفية بين المذاهب ... و زادت الارباح في سوق الجهل وفتحت دكاكين جديدة ... هذا عصرنا وهذه موضتنا ومن لم يرق له يشرب النفط
المناعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق