الخميس، 29 ديسمبر 2011

من طرائف حلقات نقاش شارع بورقيبة( شيخنا مالك الحقيقة)


منذ مدة دأب الناس على التجمع خلال النصف الثاني من النهار في شكل حلقات بشارع الحبيب بورقيبة يتجاذبون أطراف الحديث أحيانا و يتحاورون في غالب الأحيان حول ما يشغل الناس من قضايا خاصة  الحكومة المؤقتة وأدائها و محاسبة الفاسدين و  اكذوبة حل البوليس السياسي و  شرعية الاعتصام وضرورته من عدمه و الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة و الوعي السياسي و التشغيل و  ثورة الشباب ام ثورة الجميع و دور الأحزاب السياسية وحول الديمقراطية هل هي الحل أم غيرها وحول العلمانية و علاقة الدين بالدولة وبالسياسة وحول دولة الخلافة و علاقة الحكم بالشريعة وغير ذلك من المواضيع ...
و بما أن التونسي مرح بطبعه فان في كثير من الجدية والحماسة ما يضحك ...وأول طرائف الحلقات قدوم شاب ثلاثيني يلبس طاقية بيضاء و وجبّة على النمط الباكستاني تعلل بالسؤال حول ما يجري في الشارع لفتح موضوع للخطاب وليس للحوار فبعد التهليل والتكبير خرج علينا بفكرة مفادها أن ما حدث في تونس لا يد لأحد فيه و كل الموتى والجرحى كانوا على هامش ما حدث وليس لهم ولا لأي فرد من الشعب التونسي دور بل كل ذلك مقدر سلفا من عند الله ولا أحد يناقش هذه الفكرة ...ولما بادره احدهم بتعليق مفاده أن" التوفيق كان من الله لكن الفعل كان من الشعب" استغفر ثلاثا وواصل كلامه قائلا بان الخروج عن ولي الأمر كفر و أن ما شاب هذه المظاهرات من اختلاط هو كفر وأن التظاهر ذاته بدعة و كل بدعة ظلالة وكل ظلالة في النار ...وانتهى شيخنا بادانة الاعتصامات ومطالب الشغل و قال ما مفاده ان السلطة لا تمنح "الرزق" لكي نطلب منها وهذا " شرك عظيم " بل نطلبه من " الله عز وجل " و بعد نفاذ صبر السامعين سأله أحدهم و هو يقول " في هذه انا مانيش متفق معاك" رد عليه شيخنا الفتي بان طلب من مخاطبه الاستغفار وأن ما يقوله هو ليس من بنات أفكاره بل هو منزل من السماء ولا جدال فيه ...وخاطب الجميع انا لا اتحاور ولا اجادل فالحق بين ومن شاء فليستمع ومن شاء فليذهب ...فذهبت و نقاط الاستفهام تملأ راسي ...ليس استغرابا فقد اعتدت هذا الخطاب في حواراتي على النات مع الأشقاء في السعودية و لكن لم اتصور ان انسانا درس في مدرسة تونسية يعتقد انه يمتلك الحقيقة
و يفكر بهذه الطريقة ...و من الهم ما يضحك
محمد المناعي 9 أفريل 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق