الخميس، 29 ديسمبر 2011

ثورة شباب تونس

 
ثار الشعب التونسي ثورة رجل واحد بمجموعة من الأحلام تختلج في داخله ممزوجة بالغضب والإحساس بالظلم والقهر ...
ثار الشعب الذي صمد ربع قرن تحت وطأة نظام بن علي ونظام الطرابلسية و أذنابهم وصمد شهرا أمام رصاص نظام من أعتا الأنظمة الأمنية في العالم ...شهرا من اندفاع ثوري لشباب تونس من سيدي بوزيد الى منزل بوزيان ومنها جنوبا وشمالا الى بن قردان و القصرين و سليانة ...الى تونس الى شارع الحبيب بورقيبة ليلقوا بالدكتاتور الى الجحيم ...
لكن
يبدو ا هذه الأيام القلائل بعد الثورة أن الكثيرين أصبحوا ثوريين و اندسوا وركبوا وتمرغوا في دماء الشهداء ليبدوا أبرياء من الظلم الذي طبع العهد السابق فالمتواطئون كثيرا ما تمسحوا على أعتاب بن علي و زمرته وحناجرهم لا تزال بحة الصياح باسم بن علي تكسوها ...
ان بناء حكومة وحدة وطنية بأيادي شخصيات تجمعية  شديدة الاتصال بالنظام السابق بل كانت في صلب نظامه هو خيانة لدماء الشهداء و متاجرة بقضية التوانسة ...
ان بناء حكومة وحدة وطنية تحمل بين أعضائها رموز اشباه أحزاب لطالما ناشدت بن علي لمواصلة جثومه على صدورنا منهم حزب الوحدة الشعبية و حركة الديمقراطيين الاشتراكيين والاتحاد الديمقراطي الوحدوي وحزب الخضر و الحزب الاجتماعي التحرري ...وخاصة هذا الأخير الذي حول بن على الى اله للعبادة فكان تجمعيا أكثر من التجمع ... و الخوف كل الخوف ان يتمعش هؤلاء من التحولات الجديدة بعد ان تمعشوا من نظام بن علي سيء الذكر.
ان ابقاء أذناب النظام السابق في الجهات يهدد ثورتنا التي مات من أجلها أبناءنا واخوتنا ...وبالتالي حل الحزب الحاكم سابقا ضرورة ملحة و على الأحرار في هذا الحزب التنظم من جديد في حزب يحمل مقومات ما بعد 14 جانفي .
وسنعمل كمثقفين ونقابيين بالمرصاد على فضح و كشف كل أذناب النظام السابق على كل المحامل و في كل المناسبات
ان الحرية لطالما كان لها ثمن و قد دفع الشعب التونسي عشرات الشهداء و لا يزال مقابل تونس حرة ديمقراطية  ومن لوثت أياديهم دماء هذا الشعب ستعمل كل الضمائر الحية لفضح تلوناتهم الجديدة فقد بدى ان الكثير منهم تحول اليوم الى ثوري ينظر في الديمقراطية والثورات الشعبية بعد ان كان يناشد تأبيد السرقة و النهب والدكتاتورية .
عاشت تونس حرة ديمقراطية ولا عزاء للطغاة
المناعي
نشر يوم الاثنين 17 جانفي 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق