الأربعاء، 28 ديسمبر 2011

رهان جودة التربية والتعليم بتونس وبطالة حاملي الشهادات العليا


 
لا شك أن الجودة أصبحت رهان الدول التي تسعى للنهوض بمستواها الاقتصادي والخروج من تخلفها الإجتماعي ، و لاشك أن المضمون التربوي والتعليمي الذي تقدمه المدرسة اليوم هو المرآة العاكسة لمستقبل المجتمع والسياسة والاقتصاد غدا ... ومن هنا يعتبر أكبر رهان للمدرسة التونسية هو صياغة ملامح مجتمع حداثي فكريا مبدع ثقافيا منتج اقتصاديا حر ومسؤول سياسيا ... ولتحقيق هذه الأهداف يجب تجاوز منطق الأرقام والنسب وكل ماهو كمي لماهو كيفي نوعي ... فارتفاع نسب التمدرس وعدد خرّجي الجامعات لا معنى له الاّ اذا كان له مردود واقعي على الاقتصاد والمجتمع ولم يكن له تأثير عكسي بتفريخ الجامعات لجحافل العاطلين عن العمل ...
ان الربط بين جودة التعليم و اشكالية بطالة أصحاب الشهائد  يطرح مسألة  استثمار الطاقات العلمية والفكرية التي تزخر بها البلاد التونسية من باحثين و خرّجي الجامعة و ضرورة مراجعة مقاييس الانتداب في قطاع من أشد القطاعات استراتيجية في واقع الدول ...
ان المدرسة التونسية اذ تبحث عن الجودة في مردودها و تبحث عن علاقة مباشرة بالاقتصاد وبالواقع يجب أن تتخذ من الجودة مقياسا أيضا لضمان تحقيق الأهداف ... ولن يكون ذلك الا بالترفيع من سقف شروط الانتداب والانتساب لأسرة التربية من  قيمين و مدرّسين ومكوّنين ... فلا معنى لإنتداب قيمين بمستويات علمية دنيا في الوقت الذي تخرّج الجامعة التونسية مختصين في علم النفس وعلم الاجتماع ... ممن يعتبر التعامل اليومي مع الطفل والإحاطة به والمساهمة في تربيته وتوجيهه تخصصا علميا دقيقا خاصة وأن أصحاب الشهائد العليا في هذه الاختصاصات تعاني اشكالية البطالة ...
وضبط انتداب المعلّمين وفق مقاييس علمية وفق الاختصاص في اللغات أو العلوم الاجتماعية أو الصحيحة ... وبالتالي تجنيب المعلم مشقة تدريس مواد لا تمت لإختصاصه بصلة مما يسقطه في الرعوانية و يفوّت على المتعلّم فرصة الاستفادة من مختص في كل مادة ...
في نفس الاطار تسجّل الجامعات التونسية تزايد أعداد الباحثين في شتى الاختصاصات مما يسمح بالترفيع في سقف شروط الانتداب و يضمن من ناحية أفضلية على أساس علمي في فرص العمل ويحفّز الطالب على الانخراط في البحث العلمي فضلا عن مكسب الترفيع في جودة الاطار التربوي و المادة العلمية المقدمة مما يكرّس الجودة والنجاعة كهدف أساسي للمدرسة التونسية ..( المناعي)
نشر هذا المقال بتاريخ الجمعة 4 جوان 2010 بمدونة http://manai.over-blog.com/article-51629931.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق