السبت، 4 فبراير 2012

طرد السفير السوري وتواصل فشل الدبلوماسية التونسية

طرد السفير السوري وتواصل فشل الدبلوماسية التونسية
المناعي 4 فيفري 2012
منذ تشكل الحكومة الجديدة بقيادة حركة النهضة ومنذ تنصيب رئيس الجمهورية المؤقت يتواصل التعاطى مع الملفات الخارجية  بطريقة الهواة ، الدبلوماسية التونسية العريقة والتي عرفت بعقلانيتها وتوازنها و عدم تسرعها كما عرفت بعدم التدخل في المسائل الداخلية المشبوهة للدول ، تعمل في الفترة الاخيرة على صياغة ملامح سياسة خارجية غير واضحة المعالم حيث تتداخل المهام والصلاحيات و الجميع يتكلم باسم الشعب التونسي من السيد رفيق عبد السلام بوشلاكة الى الرئيس المؤقت الى رئيس حركة النهضة ...وفي كل ذلك تسرع في توتير العلاقة مع دول تربطنا بها علاقات تقليدية ، وما الخطوة التي أقدم عليها السيد المنصف المرزوقي بطرد السفير السوري وقبل ذلك استقبال وفد من الأطراف المتصارعة في سوريا لهو تدخل غير مدروس للدبلوماسية التونسية في مسائل متشعبة لا تزال تحكمها الضبابية و محل تجاذبات من قوى اقليمية عميلة لأمريكا سواء الكيان الصهيوني او الرجعية القطرية او النظام التركي وقوى اخرى متصلة بالمشروع الايراني الاقليمي خاصة حزب الله والنظام السوري وحركة حماس والمصالح الحيوية الروسية في المنطقة ...هذه التجاذبات تجعل من القضية السورية شديدة التشعب و ما طرد السفير سوى اتخاذ موقف نهائي من قضية لم تحسم بعد ورفع لغطاء الحماية و التدخل لمواطنينا التونسيين بسوريا الذين يقدرون بالألاف وهو ما يعرض حياتهم واملاكهم ومصالحهم للخطر ويعرضهم للإنتقام من الألة القمعية للنظام السوري الذي يمارس ارهاب الدولة ضد شعبه وضد كل من يساند الحركة الاحتجاجية الشعبية التي تحولت الى مواجهة مسلحة دموية ...ان تونس التي تميزت بتعقلها في اتخاذ المواقف الخارجية تسقط اليوم في الارتجالية و الدبلوماسية الهاوية التي لا تفيد في شيء الشعب السوري ولا مواطنينا في سوريا و لا السلطة الجديدة التي تعاقبت مظاهر فشلها في الداخل والخارج .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق