الاثنين، 24 سبتمبر 2012

التظاهر بنصرة الرسول عوضا عن التظاهر لنصرته ورد الاساءة بأسوء منها .


التظاهر بنصرة الرسول عوضا عن التظاهر لنصرته ورد الاساءة بأسوء منها .


بعد الغزوة المظفرة للسفارة الامريكية نجح أبناء وطننا أيما نجاح في رد الاساءة  للنبي الكريم و اعادة الاعتبار للدين و المقدسات لكن كان رد الاساءة بأسوء منها ، كيف لا وقد كانت الحصيلة أربعة قتلى و عشرات الجرحى و المعتقلين و حرق ونهب للاملاك العامة والخاصة و صورة بشعة لدى الداخل والخارج مفادها ان شعبا لا يعي معنى الحرية تحول الى قطاع طرق بعد ان لفت انظار العالم بثورة غاية في الحضارة .ان حقيقة المسالة من أولها الى أخرها فيلم بأتم معنى الكلمة فلم وضع كالجبن في المصيدة للغوغائيين و فاقدي السند المعرفي والديني فانساقوا وراء غرائزهم بطريقة بافلوفية صنعوا بها فلما آخر رديء الاخراج عنوانه التظاهر بالتقوى والتظاهر بنصرة الرسول والتظاهر حتى بمعرفة خلق الرسول ذاته فكان النهب والسطو و السلوك المغولي في أبهى حلله هذا التظاهر كان عاما وشاملا لم يسلم منه اي طرف من صاحب فكرة براءة المسلمين الى صاحب فكرة توريط المسلمين في العنف مرورا بالحكومات القائمة بالاعمال الامريكية في أوطانها الملتفة على ثورات شعوبها .أول تظاهر هو تظاهر صاحب الفكرة باخراج فلم عن حياة العرب ثم غير وركّب وتحيّل ليصبح الخطاب عن نبي الاسلام ، لا سخرية مجانية كما يتظاهر البعض لكن وكما صرح احد المشاركين في الانجاز بانه كان ردة فعل على سجن و تعذيب عشرات الاقباط في مصر بعد محاكمتهم وفق قانون يجرم ازدراء الاديان فكان الانتقام هو سيد الموقف و التظاهر بالسنما هو الظاهر.التظاهر الثاني : هو تظاهر امريكا بان الفلم يدخل ضمن حرية التعبير والحال انه يدخل تحت طائلة ازدراء الاديان و الاعتداء على المعتقدات  وتظاهرها بلعب دور الضحية والحال ان اعتداءاتنا على سفاراتها قدم لها مسوغا جديدا للتدخل المباشر على اراضينا .التظاهر الثالث : هو تظاهر السلطة بدول ما يسمى بالربيع العربي بالاعتذار لامريكا و في نفس الوقت الاعتذار للشعوب عن عجزها امام سيدها الاكبر وولي نعمتها والحال ان حكام الاسلام السياسي من الاخوانيين الجدد لا يمكن ان يضحوا بذراعهم القوي السلفيين مهما تواترت حماقاتهم ولا يمكن ادارة الظهر لامريكا فتأشيرة المرور للسلطة تمنح حتما من هناك  .التظاهر الرابع : هو تظاهر المجموعات الاجرامية المتشددة في فكرها والتي مارست العنف ضد الفنانين والمبدعين والسياسيين بانها ستنصر رسول الله و الحال انها ذهبت لتمجيد عميد الارهابيين بن لادن على جدران السفارة الامريكية و تدمير الملك العام والخاص وحرق السيارات و عربات الشرطة وممتلكات السفارة الامريكية فكانت تتظاهر بالتظاهر السلمي لتظهر عنفها واجرامها المعتاد في حق نفسها اولا حيث القت بأربعة شبان في ربيع العمر الى التهلكة في مواجهة مغلوطة مع الامن التونسي المسلم المستاء بدوره من مهزلة الفلم فاصبح التظاهر بالتظاهر و الحقيقة عنف واجرام وسطو منظم .التظاهر الخامس : تظاهر حركة النهضة بأنها طرفا ثالثا في صراع بين السلفيين الذين مارسوا العنف و الامريكان الذين مارسوا الاساءة للرسول الكريم هذا التظاهر سرعان ما كشف وتعرى و ظهر للعيان حيث كانت متورطة الى النخاع في دوامة العنف التي حدثت ، اظهرت الشبكات الاجتماعية صورا لاتباع النهضة و بعض قياداتها المحلية تسير الحشود نحو السفارة كما أظهرت بعض الرموز الميليشياوية التي روعت المواطنين في موقعة 9 أفريل تتجول في باحة السفارة و تشارك في اعمال العنف و جميعنا يعلم بانها ذراع للحركة و لكنها تتظاهر بانها لجان حماية الثورة .التظاهر السادس : تظاهر حكومة النهضة ببراءتها مما حدث براءة الذئب ... والحال ان المسيرات التي تنادي ب " حرق السفارة واااااااجب " على وزن ما نرفعه نحن "حق التشغيل واجب " تحتشد من امام جامع الفتح متجهة نحو ساحة الجمهورية ومنها نحو البحيرة سيرا على الاقدام مع التذكير ان يوم 9 أفريل الفارط بدأ قمعنا من ساحة الجمهورية عندما كنا نتجه نحو شارع بورقيبة ، اذن تظاهر وزارة الداخلية بحيادها اوقعها في مأزق عجزت فيه عن الاجابة عن سؤال واضح المعالم ...لماذا لم تتصدى قوات البوليس لمسيرة غير قانونية تحمل شعارات تهدد بالعنف والحرق ؟ الا في حالة واحدة وهي اوامر وزير الداخلية بقمعنا و اوامره بحمايتهم  .التظاهر السابع : هو تظاهر مئات من شبابنا ابناء الاحياء الشعبية المحيطة بالمكان بالمشاركة في مظاهرة هي نفسها تتظاهر بنصرة النبي ، ليغتنموا الفرصة لنهب الممتلكات حيث افرغت المدرسة الامريكية من محتوياتها واظهرت الصور شباب ينهبون حواسيب و اجهزة تلفاز ومنقبة تهرب بآلة طبع وملتح ينهب كرسيا هزازا و احد تعساء الحظ لم يظفر سوى بانبوب ماء يستعمل لري الحديقة تأبطه و أطلق ساقيه للريح ... الملوث بالغازات المنبعثة من مدافع الشرطة .التظاهر الثامن : تظاهر بعض الاطراف السياسية بالتنديد بالعنف المادي من هنا والاستفزاز من هناك و لسان حال أغلبها يقول " فخار يكسّر بعضو .."
التظاهر التاسع : تتظاهر تيارات الاسلام السياسي بان الشعب التونسي لن يسكت اذا مست مقدساته و تدفع بهذا الطرح لتحقيق مكاسب سياسية لأحزابها ، كشف الحدث الاخير ان التونسي العادي يتحدث عن الامر بكل عقلانية واهتم بالعنف الممارس على السفارة والمدرسة الامريكية أكثر من اهتمامه بالفلم ذاته وتندر بمشاهد النهب اكثر من تألمه على موت الشبان الاربعة و سقط القناع لديه عن التقوى المزعومة للسلفيين بعد العنف و السطو على املاك الغير و عن السلطة المؤقتة حيث فشلت حتى في حماية اعوانها فما بالك بحمايته هو .ان هذه الحادثة عرت الكثير مما كان وراء حجاب أكدت من ناحية أن خمسون سنة من التحديث لم تنجح في محو صورة قاطع الطريق من أذهان البعض بل كشفت ان هذه الجماعات التي انتقلت من الجبن والاستكانة الى العنف والهمجية غير مستعدة للترويض و أنها تؤكد يوما بعد يوم ان سنوات التضييق والسجون لم تكن سوى جزاء طبيعي لاي مجرم يخرج عن أطر الدولة والمجتمع والسلوك المدني ، كما كشفت أن الحكومة الماسكة بزمام ... الشرعية دون المسك بزمام الدولة غير قادرة على تأمين سفارة دولة أجنبية فما بالك بوطن مترام الاطراف تنشط على أطرافه سوق السلاح والمخدرات و الجماعات الارهابية ، هذه الحكومة التي لخصت فشل خطتها الامنية في " استنيناهم من قدام جاونا من تالي " لا تستطيع فرض سلطة القانون بل تستعمل الدولة كجهاز تابع للحزب تستأسد ان تعلق الامر بصحفي او نقابي او معارض و تتساهل مع الجماعات الارهابية التي تنظر للعنف وتمارسه بل تسمح لنفسها بتسيير المسيرات الفاشلة ، فشل خطتها التنموية والامنية لتؤكد أنها أعجز من أن تسير وطنا كهذا الوطن .

16 سبتمبر 2012





هناك تعليق واحد: