الخميس، 6 يونيو 2013

السويد نموذج الديمقراطية الاجتماعية



يقول الدكتور حسين علي في كتابه نهاية التاريخ أم صدام الحضارات مايلي :
يعتبر النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي في السويد من اقرب النظم إلى فلسفة الطريق الثالث .
فكيف بدا هذا النظام وماذا حقق ؟ وهل يمكن تعميمه ؟
يشكل النموذج السويدي مرجعا لكل مجتمع يريد تحقيق أفضل توازن ممكن في العلاقات التي تحكم القوى الاقتصادية والاجتماعية الفاعلة دون المساس بتنظيم اقتصادي يقوم على القطاع الخاص ..وفيما يخص المشاكل التي تواجهها المجتمعات الصناعية فان الانجازات السويدية غالبا ماتشكل مصدرا للحلول المقترحة لهذه المشاكل سواء تعلق ذلك بتوزيع الدخول أو بتحسين ظروف العمل أو بالسياسات الاجتماعية الخاصة بالتعليم أو الصحة أو الإسكان أو التقاعد .. في كل هذه المجالات تعتبر السويد ( نموذجا يحتذى به ) ..
لقد حققت السويد بملايينها التسعة وفي مجالات عديدة تقدما كبيرا بالنسبة للدول الصناعية الأخرى وذلك بفضل السلم الصناعي القائم بين مختلف القوى الاجتماعية ...
لقد جنَب هذا السلم الصناعي والذي تحقق بفضل التشاور الدائم بين ممثلي أرباب العمل والعمال والحكومة السويديين ( حوار الطر شان) الذي غالبا ماقاد في الدول الصناعية الأخرى إلى نزاعات اجتماعية وإضرابات دفع الاقتصاد الوطني والمجتمع برمته ثمنها ..
على سبيل المثال يشكل مجلس إدارة بنك الاستثمار الذي يهدف إلى تجاوز تردد المصارف التجارية في مواجهة مشاكل عاجلة . نموذجا للتنظيم السويدي . يتكون هذا المجلس من ممثلين عن أرباب العمل والعمال .. ممثل عن تعاونيات المستهلكين .. عضو من البرلمان وممثل عن بنك خاص .. يساهم هذا التمثيل في تفضيل اتخاذ القرارات التي تخدم المصالح العامة ..
نشوء الديمقراطية الاجتماعية السويدية :
ترافقت عملية الانتقال إلى مجتمع صناعي في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين مع مطالبة الطبقة العاملة بتحسين ظروف العمل لاسيما فيما يتعلق بعدد ساعات العمل وبتشغيل الأطفال واختارت النقابات كمرجعية أيدلوجية لها اشتراكية كارل ماركس وأتباعه وتمخض النضال النقابي عن تأسيس اتحاد العمال عام 1899 الذي أدار ظهره للماركسية ولليبرالية على حد سواء متبنيا أفكار الديمقراطية الاجتماعية ومقدما دعمه للحزب الذي يحمل نفس الاسم ( الحزب الديمقراطي الاجتماعي)..
بالرغم من ان أثار الأزمة الاقتصادية التي خربت العالم في الفترة من 1919 – 1933 لم تكن كارثية على الاقتصاد السويدي كما في بقية الدول الصناعية إلا أنها دفعت بشركات قطاع الخشب والورق إلى تخفيض الأجور مما قاد إلى إضرابات عنيفة هزت المجتمع السويدي وأدت إلى تدخل الجيش لوقف العنف ..
بفضل هذه الأحداث فاز الحزب الديمقراطي الاجتماعي في انتخابات عام 1932 وبدا سياسة اقتصادية اجتماعية للخروج من حالة الكساد والنهوض بالمجتمع السويدي : تدخل الدولة ودعمها لبناء المساكن ودعم قطاعات التعدين والتجهيزات ... الخ .
في عام 1936 تم تأسيس هيئة سوق العمل وتم توقيع العقد الجماعي وبعد مرور عامين تم توقيع اتفاقية سالسبودن التي أسست قواعد السلم الصناعي .. تسمح هذه الاتفاقية الموقعة بين العمال وأرباب العمل للديمقراطية الاجتماعية بتأكيد وجودها من خلال تبني إصلاحات اجتماعية تهدف إلى تحسين الظروف العامة للرفاه ..
ماهو دور الدولة في هذا النظام ؟
تساهم الدولة السويدية في 5 – 6 % من مجموع الإنتاج وبالتالي فان هذا البلد الذي يوصف في الغرب ب ( الاشتراكي الديمقراطي) يعطي الدولة دورا في الإنتاج اضعف بكثير مما هو عليه في الكثير من البلدان الغربية التي تُعتبر رأسمالية ..
هذه المساهمة المحدودة من قبل الدولة في العملية الإنتاجية يجعلها تتفرغ لتقديم خدمات اجتماعية قل نظيرها .. فعلى الصعيد النفقات الاجتماعية تحتل السويد المرتبة الأولى في البلدان الغربية سواء كان ذلك في مجال الصحة أو التعليم أو مساعدة العائلات أو العجزة أو بناء المساكن .. ( في كل هذه المجالات يمكن للسويد أن تعطي دروسا لكل الدول الصناعية) .
أكثر من خمس الإيرادات الوطنية تخصص للنفقات الاجتماعية .. طبعا لم يكن ذلك ممكنا لولا سياسية ضريبية تضع السويد في رأس قائمة الدول الصناعية من حيث معدلات الضريبة .. بالإضافة إلى تقديم الخدمات الاجتماعية العامة الأساسية مثل النقل والاتصالات والبريد أما ماتبقى من العمل الخدمي والإنتاجي فمتروك لشركات القطاع الخاص وللتعاونيات ..
يمكن استنتاج وجود الكثير من العوامل والمبادئ المشتركة بين الطريق الثالث والنموذج السويدي ومهما كانت المسميات فان الديمقراطية الاجتماعية بدأت تشق طريقها كنموذج سياسي واقتصادي واجتماعي تمثل في وصول أحزاب اشتراكية أو عمالية إلى الحكم في الكثير من الدول الصناعية مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا ...

الأحد، 10 فبراير 2013

باختصار : المسيرة المناشدة لأنصار النهضة ،الفرق بين مظاهرات الرعيّة ومظاهرات المواطنين


في مسيراتنا المنددة بالعنف و المطالبة بالشغل والحرية والعدالة الاجتماعية ، يقفون بذقونهم وراياتهم على جنبات الطريق يرفعون شعار صفر فاصل و يتفوهون بكلام بذيء تجاه النساء و المثقفين ورجال السياسة والمفكرين ويتهجمون على المتظاهرين و يعتدون على الاعلاميين الذين يواكبون التحركات السلمية ... في مظاهرتهم المناشدة لحكومة تخلى عنها رئيسها و بقيت 7 أشهر عاجزة عن تحوير نفسها ، مظاهرتهم التي لا يعرف المشاركون فيها سبب مشاركتهم والتي ترفع اعلام حركة حماس و ترفع رايات السلفية و تداس فيها الراية الوطنية تحت الارجل و التي يجيش لها الرعاع بشعارات كروية تافهة ، والتي يشارك فيها بشر لم نرى لهم وجها في تحرك او مسيرة ، والتي يكفي رفع شعار مناهض أو رمي حجارة لتنقلب الى فوضى ،،، شباب يساري و ديمقراطي يقف هنا وهناك ويجلس على المقاهي يتندر بشعارات المناشدة و لم يرد الفعل ...لسائل ان يسال لماذا وما الفرق ... الفرق بسيط وجلي بين من يدافع حقا عن حرية التعبير والتظاهر له ولغيره وبين من يكفّر و يعنف و يعتدي على كل مخالف ،،، لذلك وجب تكثيف حملات محو الامية الفكرية والسياسية ، الامية المواطنية ليتحول هؤلاء من سكان و أهالي ورعية الى درجة المواطنة. من أبرز الشعارات المرفوعة " يا لا ارحل يا اعلام " بحثت عن معنى لهذا الشعار فلم اجد له معنى الى حين كتابة هذه الاسطر . 10 فيفري 2013 ، المناعي


الاثنين، 24 سبتمبر 2012

التظاهر بنصرة الرسول عوضا عن التظاهر لنصرته ورد الاساءة بأسوء منها .


التظاهر بنصرة الرسول عوضا عن التظاهر لنصرته ورد الاساءة بأسوء منها .


بعد الغزوة المظفرة للسفارة الامريكية نجح أبناء وطننا أيما نجاح في رد الاساءة  للنبي الكريم و اعادة الاعتبار للدين و المقدسات لكن كان رد الاساءة بأسوء منها ، كيف لا وقد كانت الحصيلة أربعة قتلى و عشرات الجرحى و المعتقلين و حرق ونهب للاملاك العامة والخاصة و صورة بشعة لدى الداخل والخارج مفادها ان شعبا لا يعي معنى الحرية تحول الى قطاع طرق بعد ان لفت انظار العالم بثورة غاية في الحضارة .ان حقيقة المسالة من أولها الى أخرها فيلم بأتم معنى الكلمة فلم وضع كالجبن في المصيدة للغوغائيين و فاقدي السند المعرفي والديني فانساقوا وراء غرائزهم بطريقة بافلوفية صنعوا بها فلما آخر رديء الاخراج عنوانه التظاهر بالتقوى والتظاهر بنصرة الرسول والتظاهر حتى بمعرفة خلق الرسول ذاته فكان النهب والسطو و السلوك المغولي في أبهى حلله هذا التظاهر كان عاما وشاملا لم يسلم منه اي طرف من صاحب فكرة براءة المسلمين الى صاحب فكرة توريط المسلمين في العنف مرورا بالحكومات القائمة بالاعمال الامريكية في أوطانها الملتفة على ثورات شعوبها .أول تظاهر هو تظاهر صاحب الفكرة باخراج فلم عن حياة العرب ثم غير وركّب وتحيّل ليصبح الخطاب عن نبي الاسلام ، لا سخرية مجانية كما يتظاهر البعض لكن وكما صرح احد المشاركين في الانجاز بانه كان ردة فعل على سجن و تعذيب عشرات الاقباط في مصر بعد محاكمتهم وفق قانون يجرم ازدراء الاديان فكان الانتقام هو سيد الموقف و التظاهر بالسنما هو الظاهر.التظاهر الثاني : هو تظاهر امريكا بان الفلم يدخل ضمن حرية التعبير والحال انه يدخل تحت طائلة ازدراء الاديان و الاعتداء على المعتقدات  وتظاهرها بلعب دور الضحية والحال ان اعتداءاتنا على سفاراتها قدم لها مسوغا جديدا للتدخل المباشر على اراضينا .التظاهر الثالث : هو تظاهر السلطة بدول ما يسمى بالربيع العربي بالاعتذار لامريكا و في نفس الوقت الاعتذار للشعوب عن عجزها امام سيدها الاكبر وولي نعمتها والحال ان حكام الاسلام السياسي من الاخوانيين الجدد لا يمكن ان يضحوا بذراعهم القوي السلفيين مهما تواترت حماقاتهم ولا يمكن ادارة الظهر لامريكا فتأشيرة المرور للسلطة تمنح حتما من هناك  .التظاهر الرابع : هو تظاهر المجموعات الاجرامية المتشددة في فكرها والتي مارست العنف ضد الفنانين والمبدعين والسياسيين بانها ستنصر رسول الله و الحال انها ذهبت لتمجيد عميد الارهابيين بن لادن على جدران السفارة الامريكية و تدمير الملك العام والخاص وحرق السيارات و عربات الشرطة وممتلكات السفارة الامريكية فكانت تتظاهر بالتظاهر السلمي لتظهر عنفها واجرامها المعتاد في حق نفسها اولا حيث القت بأربعة شبان في ربيع العمر الى التهلكة في مواجهة مغلوطة مع الامن التونسي المسلم المستاء بدوره من مهزلة الفلم فاصبح التظاهر بالتظاهر و الحقيقة عنف واجرام وسطو منظم .التظاهر الخامس : تظاهر حركة النهضة بأنها طرفا ثالثا في صراع بين السلفيين الذين مارسوا العنف و الامريكان الذين مارسوا الاساءة للرسول الكريم هذا التظاهر سرعان ما كشف وتعرى و ظهر للعيان حيث كانت متورطة الى النخاع في دوامة العنف التي حدثت ، اظهرت الشبكات الاجتماعية صورا لاتباع النهضة و بعض قياداتها المحلية تسير الحشود نحو السفارة كما أظهرت بعض الرموز الميليشياوية التي روعت المواطنين في موقعة 9 أفريل تتجول في باحة السفارة و تشارك في اعمال العنف و جميعنا يعلم بانها ذراع للحركة و لكنها تتظاهر بانها لجان حماية الثورة .التظاهر السادس : تظاهر حكومة النهضة ببراءتها مما حدث براءة الذئب ... والحال ان المسيرات التي تنادي ب " حرق السفارة واااااااجب " على وزن ما نرفعه نحن "حق التشغيل واجب " تحتشد من امام جامع الفتح متجهة نحو ساحة الجمهورية ومنها نحو البحيرة سيرا على الاقدام مع التذكير ان يوم 9 أفريل الفارط بدأ قمعنا من ساحة الجمهورية عندما كنا نتجه نحو شارع بورقيبة ، اذن تظاهر وزارة الداخلية بحيادها اوقعها في مأزق عجزت فيه عن الاجابة عن سؤال واضح المعالم ...لماذا لم تتصدى قوات البوليس لمسيرة غير قانونية تحمل شعارات تهدد بالعنف والحرق ؟ الا في حالة واحدة وهي اوامر وزير الداخلية بقمعنا و اوامره بحمايتهم  .التظاهر السابع : هو تظاهر مئات من شبابنا ابناء الاحياء الشعبية المحيطة بالمكان بالمشاركة في مظاهرة هي نفسها تتظاهر بنصرة النبي ، ليغتنموا الفرصة لنهب الممتلكات حيث افرغت المدرسة الامريكية من محتوياتها واظهرت الصور شباب ينهبون حواسيب و اجهزة تلفاز ومنقبة تهرب بآلة طبع وملتح ينهب كرسيا هزازا و احد تعساء الحظ لم يظفر سوى بانبوب ماء يستعمل لري الحديقة تأبطه و أطلق ساقيه للريح ... الملوث بالغازات المنبعثة من مدافع الشرطة .التظاهر الثامن : تظاهر بعض الاطراف السياسية بالتنديد بالعنف المادي من هنا والاستفزاز من هناك و لسان حال أغلبها يقول " فخار يكسّر بعضو .."
التظاهر التاسع : تتظاهر تيارات الاسلام السياسي بان الشعب التونسي لن يسكت اذا مست مقدساته و تدفع بهذا الطرح لتحقيق مكاسب سياسية لأحزابها ، كشف الحدث الاخير ان التونسي العادي يتحدث عن الامر بكل عقلانية واهتم بالعنف الممارس على السفارة والمدرسة الامريكية أكثر من اهتمامه بالفلم ذاته وتندر بمشاهد النهب اكثر من تألمه على موت الشبان الاربعة و سقط القناع لديه عن التقوى المزعومة للسلفيين بعد العنف و السطو على املاك الغير و عن السلطة المؤقتة حيث فشلت حتى في حماية اعوانها فما بالك بحمايته هو .ان هذه الحادثة عرت الكثير مما كان وراء حجاب أكدت من ناحية أن خمسون سنة من التحديث لم تنجح في محو صورة قاطع الطريق من أذهان البعض بل كشفت ان هذه الجماعات التي انتقلت من الجبن والاستكانة الى العنف والهمجية غير مستعدة للترويض و أنها تؤكد يوما بعد يوم ان سنوات التضييق والسجون لم تكن سوى جزاء طبيعي لاي مجرم يخرج عن أطر الدولة والمجتمع والسلوك المدني ، كما كشفت أن الحكومة الماسكة بزمام ... الشرعية دون المسك بزمام الدولة غير قادرة على تأمين سفارة دولة أجنبية فما بالك بوطن مترام الاطراف تنشط على أطرافه سوق السلاح والمخدرات و الجماعات الارهابية ، هذه الحكومة التي لخصت فشل خطتها الامنية في " استنيناهم من قدام جاونا من تالي " لا تستطيع فرض سلطة القانون بل تستعمل الدولة كجهاز تابع للحزب تستأسد ان تعلق الامر بصحفي او نقابي او معارض و تتساهل مع الجماعات الارهابية التي تنظر للعنف وتمارسه بل تسمح لنفسها بتسيير المسيرات الفاشلة ، فشل خطتها التنموية والامنية لتؤكد أنها أعجز من أن تسير وطنا كهذا الوطن .

16 سبتمبر 2012





السبت، 15 سبتمبر 2012

غزوة السفارة الامريكية بتونس : رد الاساءة باسوء منها


رد الاساءة بأسوء منها .
ما فعله الاخوة التتار في غزوة أطراف السفارة الامريكية ونهب تجهيزات المدرسة وحرقها و تعريض 4 من السكان للقتل ، هي رسالة واضحة باننا شعب غريزي نرد الفعل على الطريقة البافلوفية دون وعي او تفكير و ضعو لنا الفلم كما يوضع الجبن في مصيدة الجرذان ، فركض الراكضون وحرق الحارقون ونهب الناهبون ، حين نمرر شريط الصور نخجل من أنفسنا شاب يتسلق مبنى سفارة دولة ليحرق و يخرب و يعتقد ان ذلك نصرة للرسول ، شاب يضع نفسه في مواجهة شرطي هو بدوره مرتعب من هول الهمجية و يعرض نفسه للموت ، شاب دخل المدرسة نصرة للرسول كما قيل فغير رايه سرق جهاز تلفاز وعاد ادراجه نحو المنزل ، سلالم ترشق على اسوار السفارة تذكرنا بغزوات البدو لقلاع الرومان الحصينة ،أحذية من صنع امركي تدوس علم امريكا في ارجل كائنات تحمل عقلية قطاع الطرق .
 كان بامكاننا رد الاساءة بفلم يمجد الرسول لكي لا نلفت النظر اكثر لشريط تافه دفعنا ثمن اشهاره من دماء ابنائنا ، كان بالامكان التظاهر ، كان بالامكان تنظيم حملة دعائية لخصال الرسول في انحاء امريكا ان كان هذا مجديا ، او على الاقل كان بالامكان رد الفعل بالتقيد باخلاق النبي نفسه لا تأكيد فكرة أننا بدو همج من بداياتنا الى يومنا هذا ، لقد اسأنا لانفسنا و للحضارة و للدين و لأخلاق المسلمين التي روجها غزاة السفارة أكدو  صورتنا لدى الغرب باننا لا نقاد الا بالحديد والنار و لا نقتدي حتى بمن ندافع عنه ... وخرجت امريكا منتصرة بتعلة جديدة للهيمنة و خرج غزاة السفارة و الفشلة على راس الوزارة يكرون اذيال الهزيمة ويكرون معها اشلاء 4 شبان و عشرات الجرحى ومال عام التهمته النيران و صورة مشوهة .خرجو لرد الاساءة فردوها باسوء منها


المناعي




15 سبتمبر 2012

الأربعاء، 12 سبتمبر 2012

المعلمون ينفذون وقفة احتجاجية أمام وزارة التربية و مسيرة نحو ساحة محمد علي


تجمع اليوم 12 سبتمبر 2012 أكثر من ألفي معلم أمام وزارة التربية محتجين على قرار الوزير خصم ثلاثة أيام من المرتب على خلفية الاضرابات التي نفذوها خلال السنة الدراسية الفارطة ، تميزت الوقفة الاحتجاجية بحماسة غير مسبوقة وتحد للوزارة والحكومة ينبؤ بسنة دراسية متوترة مع الوزارة في حالة عدم الاستجابة للمطالب المشروعة للمعلمين وخاصة موضوع المعلمين المتعاقدين و منحة العودة المدرسية والقانون الاساسي و مطالب أخرى مزمنة ، أشار طاهر ذاكر كاتب عام النقابة العامة للتعليم الاساسي الى ضرورة توحيد الصفوف من اجل الدفاع عن مطالب المربين وعن الحريات العامة والفردية التي تنتهك يوميا في عهد هذه الحكومة كما ذكر بان الوزارة التي سارعت للخصم من مرتب المعلمين لا تعي انعكاس ذلك على علاقتها بالمربين ، وفي علاقة بالتعليم الزيتوني اشار طاهر ذاكر الى ان النقابة والمعلم متمسكين بخيار التعليم العصري العمومي و ضد كل الاشكال الرجعية للتعليم التي تسير عكس التاريخ .
شاركت نقابات التعليم الثانوي في الوقفة مساندة لزملائهم المعلمين و سجل حضور لسعد اليعقوبي الكاتب العام لنقابة الثانوي و حضور عدد ن النقابيين  والاساتذة ، انتهت الوقفة الاحتجاجية بمسيرة جابت شوارع قلب العاصمة من باب بنات الى ساحة محمد علي رفع فيها المشاركون شعارات منددة بسياسة الحكومة عموما وعلى وجه خاص في علاقة بالمربي 
تحية الى كل معلم ومعلمة على هذا التحرك النضالي ضد ضرب العمل النقابي و التنكر لمطالب المعلمين
,,,,,,,,,,,,,,,

اليوم بعد الوقفة الاحتجاجية الالفية والمسيرة و الشعارات التي رفعناها و الحضور الذي كان ملتفا حول هياكله النقابية و المساندة التي شهدها التحرك من نقابات المتفقدين وخاصة من نقابيي التعليم الثانوي ، عاد لي الامل بان المعارك المقبلة لن تكون الا لصالحنا ، هذه السنة نريدها سنة نضالية بامتياز و سنة حصد المكاسب لصالح قطاعنا .
فالف تحية للجميع .
المناعي 12 سبتمبر 2012



































الثلاثاء، 7 أغسطس 2012

في عيدها السادس والخمسين : المرأة التونسية تخوض معركة جديدة من أجل التحرّر.


في عيدها السادس والخمسين :
المرأة التونسية تخوض معركة جديدة من أجل التحرّر.

إذا أردت معرفة مستقبل شعب فانظر الى مدرسته و"اذا أردت أن تعرف مدى تقدم مجتمع ما فانظر إلى وضع المرأة " كما يقول كارل ماركس، المرأة التونسية بعد أكثر من نصف قرن من مجلة الاحوال الشخصية تحتفل هذه الايام بعيدها و هاجس حريتها يعود من جديد بقوة بين هواجس أخرى متعلقة بالديمقراطية والتنمية والمستقبل و ليجعل نضالها من أجل المحافظة على حقوقها نضال وجود ، خاصة وان دائرة الحرية التي كانت ضيقة على الرجل والمرأة على حد سواء تزيد اليوم ضيقا على المرأة وتهدد صورة التونسية الحرّة العصرية والمناضلة لتعوضها صورة مستوردة غريبة بلا ملامح تقف ضد نفسها وضد حريتها وتكرس العبودية والمهانة .
لم ينقطع نضال المرأة التونسية من أجل دعم حقوقها طيلة عقود رغم الوضع السياسي و التضييق على الحريات الذي كان يحاصر المجتمع في عمومه ، اذ تم المتاجرة بالتشريعات التي حضيت بها منذ  الاستقلال و استعملت صورتها لتلميع الوجه القبيح للنظام المستبد وكانت وضعية المرأة هي الوجه الحقيقي لحالة المجتمع والبلاد من تجهيل وتهميش وقمع و استغلال وعرضة لكل أصناف العنف انطلاقا من العنف الأسري و تواصل النزعة الذكورية وصولا الى العنف في الشارع وفي العمل فضلا عن قمع المرأة المناضلة واستهدافها بالترويع والتشويه والهرسلة .
لم يزد الوضع بالبلاد المرأة سوى اصرارا على الدفاع عن مكاسبها ومكاسب المجتمع عموما والنضال من أجل الافضل فخرجت جنبا الى جنب مع الرجل احتجاجا على الاستبداد السياسي و النهب الاقتصادي الى أخر يوم في حياة النظام البائد حالمة بمستقبل أكثر حرية لها ولابنائها ولوطنها فمثّلت الثورة أملا جديدا لإنعتاق المرأة واستكمال لمواطنتها وعزم على بناء ديمقراطية فعلية ومجتمع عصري حداثي منفتح و أصيل تكون فيه المرأة النصف الذي لا غنى عنه في البناء والتنمية ، غير ان رياح الثورة أخرجت من المجتمع من بين ما اخرجت منه امراضا قديمة متجددة وعقدا كانت مكبوتة مثلت المرأة محور اهتمامها الاساسي .
وجدت التونسيات أنفسهن بين براثن تيارات تتلمذت على تلك الدكاكين الفضائية الممولة من النفط المنهوب من الشعوب ، تلك الدكاكين الوهابية التي تبيع الفتاوى والاواني  و تكرّس العداء للحياة فكان هدفها المرأة رمز الحياة ، تيارات همها المرأة والجنس لا ترى فيها سوى عورة ، سوى اداة للنكاح و آلة انتاج للأطفال و اشباع للغرائز وجزء من اثاث المنزل دون تعليم دون عمل ، دون اختيار و دون انسانية. نظرتهم الجنسية للمرأة تتمظهر في نقاط اهتمامهم بدء باللباس حيث النقاب الذي يطمس هويتها و يعزلها عن محيطها بتعلة درء الفتنة و عدم اثارة الغرائز وحيث الفصل بين الجنسين و الدعوة لختان الاناث و التعدد في الزوجات والزواج دون عقد مدني ... في تصور مهين للمرأة يستنقص من انسانيتها ومن كرامتها مستغلين مجموعة محدودة التعليم قليلة الوعي من الاناث الاتي رضخن لارادتهم طوعا او كرها ليحاولوا نشر نماذجهم الفاشلة في المجتمع .
لم تكن هذه التيارات مجرد تعبيرات مكبوتة وحسب بل هي امتدادات لمشروع منظم لتدمير بنية المجتمع واعادة تشكيله وفق رؤية افغانية - خليجية مستوردة غريبة عن مجتمعنا ، هذا المشروع رغم قوة الصد الذي وجده في المجتمع المدني والسياسي المستنير يجد له دعاة في الصفوف الامامية للماسكين بدواليب السلطة من دعوات حذرة من هنا وهناك لمراجعة بعض فصول مجلة الاحوال الشخصية و التواطؤ مع المعتدين على كلية الاداب بمنوبة وعميدها من دعاة الدراسة بالنقاب و الفصل بين الجنسين اضافة الى استقبال عناصر بارزة في الحركة الحاكمة لدعاة متطرفين يدعون الى اعادة فتح المجتمع التونسي و يروجون لعادات متخلفة . هذا المشروع الذي تتقاسم فيه التيارات الاسلاموية الادوار بلغ حد محاولة دسترة قوانين تحد من حرية المرأة و تتراجع بها عن حقوقها المكتسبة عوضا عن دعمها فقد اصرّت كتلة حركة النهضة بما - في ذلك النساء -على اعتبار المرأة مكمّلة للرجل لا مساوية له بما يعنيه هذا التراجع من مس بمواطنة المرأة ككائن مستقل بذاته ومساو للرجل في الحقوق والواجبات وفي القانون وامامه وفي المجتمع ،هذه الانتكاسة تكشف بجلاء موقف الطرف الحاكم اليوم من مسالة لا المرأة وحسب بل المجتمع ككل و الحريات العامة والفردية معوّلا على أغلبية نسبية زائلة وظرفية في المجلس و وذراع عنف في الشارع لتدمير ما بني في نصف قرن ، غير أن هذا الارتداد يجد مقاومة واضحة في حاجة الى الدعم سواء من داخل المجلس التاسيسي وخاصة الكتلة الديمقراطية و حتى من بعض شركاء النهضة في الحكم كما يجد رفضا في المجتمع المدني والجمعيات النسوية والحقوقية والأحزاب الديمقراطية التي نبهت الى خطورة المس من حقوق المرأة و التراجع عن مكتسباتها كما جاء في البيان الذي اصدرته مجموعة من الاحزاب مؤخرا و نظمت من أجل ذلك وقفات احتجاجية مطالبة بالتراجع عن الصيغة المهينة التي تم اقتراحها واقرار المساواة بين الجنسين صراحة في الدستور.
ان معركة حقوق المرأة لا تخاض قط في جانبها التشريعي الدستوري رغم أهميته بل تتجاوز ذلك الى البنية الفكرية والنفسية والاجتماعية للتونسي التي لا تزال تضع المراة موضعا دونيا يعيد انتاج المجتمع الذكوري الذي هضم حقوقها طيلة قرون كما أن المعركة تخاض على مستوى اقتصادي في تنمية عادلة تكفل للمرأة مكانها في العمل و تحقيق ذاتها وكرامتها وترفع عنها الاستغلال والتهميش وتخاض ايضا في المدارس بالدفاع عن مناهج تعليمية عصرية للمرأة فيه حظ كما الرجل تكرّس المساواة وتنشر ثقافة حقوق الانسان فضلا عن دور المجتمع المدني والسياسي في تأطير المرأة وتكثيف العمل التوعوي في صفوف الرجال والنساء على حد سواء لكي لا تصبح المرأة بنقص في وعيها مكرسة لوضعها الدوني ، ويضل النضال المستمر السبيل الوحيد لتحسين وضع المرأة والمحافظة على مكتسباتها ضد كل اشكال الارتداد .
                                                                                                    المناعي 7 أوت 2012